الجن والعفاريت وتحضير الأرواح حقيقة علمية أم وهم؟!
قصص الجن والعفاريت وتحضير الأرواح لا تزال تشغل فكر العديدين، هل هي حقيقة علمية أم وهم؟! وهل بإمكانها التأثير علينا سلباً أم إيجاباً؟!
تجيب العلوم الباطنية... أن الجن والعفاريت كائنات أثيرية التكوين، تنتمي الى عناصر الطبيعة الأربعة. وهي ترابية، مائية، هوائية، ونارية لها نظام خاص بها، تقوم بتلقيح الأزهار وإخصاب التربة، بالإضافة إلى تكوين الجنين في أحشاء أمه. ولعل هذا ما يكشف سبب الارتباط اللغوي بين كلمة جن وجين gene.
أما المتطفلين المشعوذين الذين يستخدمونها لمآرب شخصية بقصد أذية الآخرين، من خلال صناعتهم لتعاويز وطلاسم وأمور أخرى، فسوف ترتد أعمالهم وبالاً وويلات عليهم. كخسارتهم لشعاع روحهم بعد الممات، فيتدركون من كائنات بشرية الى كائنات أثيرية، تدعى elementals -nature spirits ،كالجن والعفاريت حيث يبقون خاضعين لسيطرة ملك الجان...
والجدير ذكره أن سبب اندثار الحضارة الفرعونية، هو ابتعادها عن مسارها القدري... وضياعها في متاهات المصير، إثر ممارستها للسحر الأسود الذي جعل هذه الكائنات الأثيرية تزدوج إلى فئتين: علوي خير، وسفلي شرير بعدما استخدمه الفراعنة لأذية الآخرين.
موسوعة vec الفرنسية (المجلد التاسع – للناشر جورج أ. كرم) ورد فيها في صفحة 3480 :" أن هنالك نوعين من الشياطين: المذكرة وتدعى les incubes تسيطر على النساء، والمؤنثة تسمى les succubes تُخضع بعض الرجال لتأثيرها."
وهذا يتوافق مع ما هو وارد في كتيب ’ كيف وإلى أين‘ ، الصادر عن دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع (إعداد قسم الأبحاث والدراسات الإسلامية في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية) حيث ورد في صفحة 28: " يجب الإيمان بسؤال الملكين مُنكر ونكير، وهو يحصل للمؤمن والكافر."
القرآن الكريم في سورة الجن - سورة 72 - آية 1 ورد في قوله تعالى:" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا."
الكتاب المقدس ذكر في إنجيل لوقا: لو-8-33: "آية (لو 8: 33): فَخَرَجَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الإِنْسَانِ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ وَاخْتَنَقَ."
مما يشير إلى أن الأديان في كتبها السماوية، تحدثت عن هذه المخلوقات اللامرئية... والتي تعرف بالجن والعفاريت والشياطين، وهي ذات أحجام متفاوتة وأشكال مختلفة ومتنوعة القوام، لا يراها إلا من تفتح لديه البصر الباطني... ولقد درج الناس على تسمية كائنات الهواء والماء بالجينيات أو الحوريات، فيما أطلقوا تسمية الجن أو العفريت على كائنات التراب والنار.
الميتولوجيا اليونانية للمؤلف "بيار غريمال" ( منشورات عويدات بيروت - باريس، ترجمة هنري زغيب) جاء فيها:" وأكثر من عملية نشأة الكون، تقدم لنا التقاليد المحلية سلالات متعددة تبرز فيها تدريجياً السلالة البشرية تنبثق من سلالة الحوريات والأنهار، هي ’الأرواح‘ الأنثوية ساكنة الأشجار."
وابن سينا في كتاب الحدود، ذكر إن الجن حيوان هوائي من شأنه أن يتشكل بأشكال مختلفة. فيما كتاب الإنسان وقواه الخفية ( تأليف كولن ولسون منشورات دار الآداب في بيروت) جاء فيه:" كان كهنة الماجي من سلالة الكهنة السحرة الشامانات في العصر الحجري الحديث. لقد استمد الشامان قوتهم من "مانا"، القوة السحرية التي تتخلل الطبيعة."
هذه
الكائنات الأثيرية تحمل أفكار الإنسان سواء كانت سلبية أم ايجابية،السلبية تؤثر
سلباً على ضعيف الشخصية، فيما الايجابية تساعد البشرية على الارتقاء بوعيها. وهذا
ما يفسّر كيفية توارد الأفكار والتلقي من عوالم الماوراء، فلكل كوكب مخلوقاته
الأثيرية، الضوئية، والنورانية الخاصة به... تدعى في بعض الأحيان بالملائكة. حيث
لكل كوكب قيِّم أو ملاك يُنظّم ويدير مسار التطور عليه.
أما قصص تحضير الأرواح فهي غير صحيحة، لأن المعلم... أشار لنا في محاضراته:" أن الروح شعاع الهي أزلي، وهي أسمى وأقدس ما يتواجد في الإنسان." والذي يتألف كيانه من سبعة أبعاد، أدناها الجسد وأسماها الروح وبينهما أجسام باطنية... فما يحضّر ليست الروح، بل غالباً ما يكون الجسم الكوكبي لأحد الأشخاص الذين فارقوا الحياة... ولا يزال جسمه الكوكبي هائماً في فضاء المكان، أو حتى الذي يقوم بعملية استحضار الأرواح".
موسوعة أبعاد تخطي المعرفة (ما وراء الخط الأحمر للمحامي موسى برنس، المجلد الرابع) ورد فيها:" فالاتصال القائم هذا، يبدو كائناً أكيداً في كل من الرؤيا أولاً والحلم ثانياً والوساطة ثالثاً وأخيراً في الظهور المتجسّد في الشبح هذا، ناهيك عن وجود غير مباشر في الرسائل الروحية والتنبؤات الحسيّة والابتهالات والصلوات وغيرها وغيرها..."
لذا نحذّر هؤلاء الأشخاص الوسطاء من القيام بعملية استحضار أجسام باطنية، سواء لأشخاص توفوا قتلاً أو غادروا إلى العالم الآخر، لأن في ذلك ضرراً على المائت والذي يقوم بعملية التحضير.إذ قد يؤدي ذلك الى دخول أجسام باطنية سلبية إلى هالة المستحضر، نتيجة ثقب في الهالة الأثيرية، أو إلى انفصام في الشخصية جرّاء انفتاح وعي الباطن على وعي الظاهر، بعد زوال صمام الأمان الذي يفصل بينهما، نتيجة الجهل والإمعان في المسلك السلبي...
وحدها الصلاة تفيد هؤلاء العالقين في جهنم الأرض... كي تتمكن أجسامهم الباطنية من الصعود الى كواكب وعيها... عوض أن تبحث لها عن مأوى، قد يكون جسد ذلك الذي يقوم بعملية التحضير، أو هالة أثيرية مثقوبة، مستعدة لاستقبال هذه الأجسام الباطنية الهائمة في الفضاء. وتضيف العلوم الباطنية... أن لكل كوكب سبع طبقات أو منازل أثيرية. هذه الأجسام الباطنية... بعد مغادرتها الأرض خلال النوم أو الموت، تعود الى المنزلة الخاصة بها، طبقاً لدرجة الوعي التي اكتسبتها على كوكب الأرض.
وما العود المتكرر على كوكبنا، إلا من أجل تفتيح مكوّنات وعي الإنسان هذه، والتي اصطلح على تسميتها بالأجسام الباطنية. ’ فالكواكب تمثّل محطات وعي على مسار التطور‘، والإنسان عبر ارتقائه في وعي مكوّنات وعيه، ينتقل من كوكب الى آخر أرقى وعياً من خلال التطبيق العملي على كوكب الأرض، الذي يعتبر محور تطور الإنسان في نظامنا الشمسي، وصولاً إلى تحقيق الوعي الكامل...
المهندس طوني عبد النور
أستاذ في الجامعة اللبنانية