من كاهن الى مطران في مسرحية ثورة شعب
رجل دين غادر صومعته الى العالم الكبير حيث أهله ومحبيه. فأنجز عملاً فنياً مسرحياً ضاهى في عظمته أعمال الرحابنة...
وثمرة هذا العمل المسرحي كانت ثورة شعب، مسرحية تعكس مأساة شعب أراد الغريب احتلال أرضه. فهبّ عندئذ مطران الأبرشية (الكاهن فادي ثابت) لنجدة أبنائه متخذاً دوره الحقيقي كاهن مرشد روحي، فالتف حوله الشعب وأعادوا الحق لأصحابه.
إنها مسرحية بطولية، جسّدها الأب فادي ثابت مع عدة ممثلين لبنانيين مشهورين في عمل فني خالد.
باختصار ثورة شعب، هي ثورة على التقاليد البالية المتوارثة، إنها ثورة أب كاهن جليل أبى أن يبقى حبيس صومعته (كنيسته). فانطلق الى المسرح وأعطى أروع ما عنده، من خلال مسرحية ًثورة شعب التي أعدّها وقام بإخراجها.
ويطيب لي أن استشهد بقول لغبطة البطريرك هزيم (ورد في كتابه حوارات 1979-1988 ):"في الكنيسة الشرقية، لا نقرّ التفريق بين العلمانية والدين، لأن الدين هو للعلمانيين... نحن ليس عندنا طبقة اكليروس، لذلك فليس عندنا طبقة اسمها العلمانيين."
هذه هي المحبة التطبيقية التي يجب أن ننتهجها من خلال إفادة الآخرين وليس محبة نظرية.
"المحبة ليست محبة إلاّ في مواجهة البغض والغضب والخداع ... فالظلال لا تظهر إلاّ بوجود النور، والنور لا يتوهج إلاّ بعد الظلام! ".
عسى أن يصبح لنا في لبنان والعالم رجال دين، يخلدون أسماءهم في تاريخ الحضارة الإنسانية بواسطة أعمالهم الفنية الرائعة.
حقاً إن الأب فادي ثابت، قد رقّته الحياة من رتبة كاهن الى رتبة مطران، ربما ليصبح في حين بطركاً من بطاركة المسرح الخالدين!...
( نشرت في جريدة نهار الشباب خلال عرض المسرحية)
المهندس طوني عبد النور
أستاذ في الجامعة اللبنانية