الشذوذ الجنسي أسبابه ونتائجه على مجتمعنا
حمى الزيجات والعلاقات المثلية الشاذة، تفكيك للروابط العائلية، الاجتماعية والإنسانية. تبدد اللحمة بين أفراد العائلة، جراء الشرود في متاهات المصير. لأن اللواط والممارسات الجنسية الشاذة بكل أنواعها... دليل على انحراف الفكر عن محور الحب. وهي ليست إلاّ تعبيراً عن كوامن النفس البشرية وشذوذها، بعدما نشأ باطن مزيف يعمد إلى تزييف الحقائق، ومن بينها هويتنا الأصيلة وحقيقة وجودنا.
موسوعة ويكيبيديا على شبكة الانترنت، تفسِّر المثلية الجنسية (بالإنكليزية: Homosexuality) :"هي توجه جنسي يتسم بالانجذاب الجنسي أو الشعوري أو الرومانسي بين أشخاص من نفس الجنس. الذكر ذو الميول المثلية يلقب مثلياً أو مثلي الجنس. وقد يعبر عنه بالمصطلح غير الحيادي شاذ جنسياً، أو بالمصطلح غير الدقيق لوطي. بينما الأنثى ذات الميول الجنسية المثلية تُلقب مثلية الجنس أو سحاقية. المثلية الجنسية والمغايرة واشتهاء الجنسين هي التصنيفات الرئيسة للميول الجنسية، بحيث الذي ينجذب للجنس الآخر يدعى مغايراً أو سوياً، والذي ينجذب للجنسين يدعى مشتهي الجنسين".
كذلك يشرح معجم المعاني الجامع كلمة رَجُلٌ لَوْطٌ:" ضَعِيفٌ، من مصدر لاَطَ. ومعنى كلمة شذوذ جنسي: انحراف عن السُّلوك الجنسيّ الطّبيعيّ".
أيضاً كتاب الإنسان وقواه الخفية ( تأليف كولن ولسون منشورات دار الآداب في بيروت) جاء فيه:"أن المثلية الجنسية وهي نادرة أو لم توجد بين القبائل البدائية، تبدو كأنها كانت علامة من علامات تاريخ الحضارة الغربية، منذ بدأت تلك الحضارة تحيا في المدن. وقد أثبتت التجارب التي أجراها عالم النفس، جون ب. كالهون حيث دفعت الفئران إلى أن تحيا وتتناسل في ظروف الازدحام الشديد، أثبتت التجارب أن الفئران بدأت تنزع إلى المثلية الجنسية حينما ازدحمت في أكواخ قذرة".
لكن الخطورة الكبرى على المجتمعات البشرية، تتمظهر من خلال رسومات متحركة مثلية الجنس، تبث عبر بعض القنوات الفضائية، تدفع بصغار السن إلى ممارسة الشذوذ الجنسي. مما يستوجب تنبيه الأهل، كي لا يرتد ذلك سلبًا على مجتمعنا.
وقد نوه إلى ذلك، المطران الياس عودة في عظة له، بتاريخ 26\6\2022 ألقاها في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، بعنوان ’ نحترم حرية الإنسان ولكن!‘ جاء فيها: " لكن البعض يسعون في مجتمعاتنا إلى التسويق لمفاهيم منحرفة لحرية الفرد ولحقوق الإنسان. جماعات تستورد قناعات وقيما خاطئة عما يسمونه ’حرية عيش المثلية الجنسية‘ وسواها من الاتجاهات المريضة، إلى تغيير الجنس، بحيث يُستعبد كيان الإنسان وحياته بمجملها لمنطق الشهوة المنحرفة والخطيئة. هذه النزعات غير الإنسانية تجرد الإنسان من كرامته وقيمته كشخص مخلوق على صورة الله ومثاله".
مما يدل أن المثلية، شذوذ جنسي... دليل على الامعان في المسلك الخاطئ، والنزعة السلبية للأنا، بعدما شردت حريتها عن هدف وجودها. ما يحتم عليها تصحيح وجهتها نحو مسار قدرها...
من ناحية ثانية، لقد اتضح لبعض علماء النفس، أن الكبت الجنسي قد يؤدي إلى بعض أنواع الشذوذ، فاكتفوا بالإشارة إلى هذه العلة من دون أن يعطوا علاجاً نفسيا ًيصحّح الخلل الحاصل في المجتمع. علماً أن الشذوذ الجنسي بمختلف أنواعه، أسبابه عديدة وخافية عن البعض. لكن كل من اطلع على علوم باطن الإنسان... سوف يجد أن العلاقات الشاذة تعتبر انحرافاً فكرياً يتأتى جرّاء الفلتان الأخلاقي، ومن بين أسبابها طريقة الحياة الخاطئة، ولعل أبرزها سيطرة صفات الجنس السابق على الجنس الحالي. كأن يحيا الإنسان بصفات أنثوية بينما هو رجل، وذلك من جرّاء عدم تفعيله للصفات المذكرة الموجبة في حياة سابقة له على الأرض... والعكس صحيح.
العلم الأكاديمي يقول أن السبب بيولوجي هرموني، بينما في الحقيقة هي مكوّنات وعي الباطن التي فيها تسجّل ماضي وجود الإنسان، والتي هي تأمر الغدد الصماء من خلال الشاكرات بزيادة إفراز هرمون جنسي معين، وذلك طبقاً لما قام بتفعيله في ماضي وجوده.
مثلاً هرمون التستوستيرون إذا ما تكاثر إفرازه عند المرأة، من أبرز أسبابه تغلّب الصفات المذكرة على المؤنثة، الذي يحدث تغيراً في البنية الجسدية لديها. بينما عليها اكتساب الصفات المؤنثة من حب ومشاعر وأمومة، لتكتسب الرقة والعاطفة الدافئة. أيضاً الرجل الذي يتكاثر لديه إفرازات هرموني البروجستيرون والأستروجين، سببه تفعيل الصفات المؤنثة، بينما عليه تفعيل الصفات المذكرة كالإرادة والعقل.
إذًا السبب ليس جيني، بل طريقة الحياة الخاطئة المنتهجة سابقاً التي ولَّدت خللاً في التوازن بين الباطن المكون من ذبذبات لامرئية... والظاهر المرئي المكون من ذرات.
من هنا ندرك أهمية تحقيق الحب في حياتنا، لأنه يعيد إلينا توازننا النفسي. فالحب أسمى من أن يكون علاقة جسدية جنسية...هو النور الساطع دوماً في قلب وعقل كل عاشق ومعشوق، ريثما يتوحدا في وحدة الإنسان الكامل (آدم النوراني).
نقص الحب وفشله والخوف من خوض غماره، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اللجوء إلى شريك مثلي أو حتى حيواني، أو أي شيء آخر، مخافة عدم تكرار الفشل مع الحبيب.
أما من يدَّعون بأن الشذوذ نوع من الحرية الجنسية، وتجدد وإصلاح للعلاقة الزوجية الفاشلة. فهذا هراء لأن الحرية إن لم تكن تعبيراً صادقاً عن معاني الحب، كالنبل والعطاء والتكامل في الوعي، سوف تكون حرية رعناء تقوّض دعائم المجتمع. لأنها تعبر عن فوضى فكرية وأخلاقية، لا تهدف إلى تحقيق اللحمة الداخلية، نتيجة ابتعاد الإنسان عن محور وعيه الداخلي... بينما الحب يشيّد روابط عائلية اجتماعية تساهم في بناء مجتمع يسعى إلى التكامل فيما بينه، لا مجتمع تملأه الأمراض الخلقية.
إن الشذوذ الجنسي ينفي علاقة الحب، لأن الحب الحقيقي لا يحيا ويستمر إلا بين شعاع بشري مذكر (رجل)، وشعاع بشري مؤنث (امرأة)، من عائلتين مختلفتين، بغية تفعيل شعاع روحهما، (الذي ازدوج إلى شعاعين بشريين موجب وسالب) من خلال علاقات الحب التي ستؤدي إحداها إلى زواج مثمر.
وإن لم يتوعّ الإنسان إلى الجرم الذي يرتكبه بحق نفسه في عدة حيوات، سوف يتجسّد مجدداً في إنسان غير سوي. وقد شاهدنا العديد من الأشخاص يحملون صفات أنثوية بينما هم ذكور، أو نساء بجسد مشابه للرجل نتيجة الشذوذ الجنسي الذي تسجّل في باطن وعيهم...
هذا وإن استفحل الشذوذ الجنسي في حياة الإنسان، كما أوضح لنا المعلم... " فقد تم استحداث حجر صحي في الماوراء، يعمد عبره القيمون... إلى توعية الإنسان إلى الخطأ الذي يرتكبه بحق نفسه". كي لا يتجسد مجدداً على الأرض مصاباً بعاهة جسدية جنسية، كالهرمافروديت الذي يحمل عضوين جنسيين واحد مذكر والآخر مؤنث. أو قد يتدنى إلى الدرك الحيواني، بعد إنذارات عديدة متلاحقة، فيخسر عندئذ شعاع روحه...
فليبحث إذاً الرجل عن المكوّنات الغامضة في المرأة، ولتبحث المرأة عن المكوّنات الغامضة في الرجل، وهذا بالتأكيد سوف يؤدي إلى تكامل وعييهما، تحضيراً لتلاقي النصفين اللذين شطرا عن آدم الأول النوراني...
المهندس طوني عبد النور
أستاذ في الجامعة اللبنانية