لحن الحب!

 

الحب، لحن الهي لا يعزفه إلا من تخطى النفس الدنيا و حلّق في أبعاد الذات العليا...

الحب في معناه الأزلي طاقة محبة هاجعة تضم أرواحاً لاوعية في صميم النور الإلهي...

الحب في معناه الكبير أصل الوجود، تجهله أكثرية البشر ولا تتعرّف على خفاياه إلا بعد معاناة طويلة ومريرة.

 

قصص الحب تضج بها سائر المؤلفات الرومانسية، لكن لن يدرك أحد معالم الحب طالما بقي قابعاً في تشعّبات المادة ومصاعبها.

يفهم البعض الحب من خلال علاقة جنسية قد تكون خاطفة أم مرحلية. فيما آخرون يرون أن الحب يبدأ مشاعرياً ويفعّل حياتياً بواسطة مجامعة جسدية.

 أما هؤلاء الذين تخطوا هذين البعدين الجسدي والمشاعري، فهم قلة من البشرية، رأت أن الحب يبدأ انسجاما فكرياً بين المرأة والرجل ثم يتفاعل بينهما من خلال البعد المشاعري، وتكون نتيجته علاقة حب ثلاثية الأبعاد (فكر-مشاعر-جسد) وهذا ما يجعل الحب لا يهتز لأدنى المخاطر، بل يبقى قابلاً للتجدد والتطور مدى الأعمار طالما هنالك دوراً يؤديه عبر مسيرة الحياة، لأن الحب في أصله نبض الهي انطلق من السكون المطلق شعاعاً أزلياً... وتجسّد على الأرض كطاقة موجبة في الرجل وطاقة سالبة في المرأة، بغية تفعيل طاقة الخلق.

 

الحب لحن الوجود لا يعرفه إلاّ من تخلّص من سلبيات النفس الدنيا وارتفع إلى عوالم اللاشكل...

الحب لحن الحياة يتجلى موسيقى في الطبيعة ونغمات في أبعاد الكيان.

الحب لحن المحبة وقد انفرجت أساريرها عن ماض خطّ فيه سر تكوين الإنسان...

حباً نطلب وحباً نسعى إليه وحباً نتوق إليه لعلنا نتكامل به فنبعد عن أنفسنا مشقات الحياة.

إليك أيها الحب المبارك نتوسل، لا تبق بعيداً عنا، بل أرسل نعمك الإلهية علينا.

 

المهندس طوني عبد النور

أستاذ في الجامعة اللبنانية